سمح وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، على مضض، لـ27 قاصراً لا يرافقهم ولي أمر، بمغادرة سفينة إغاثة متوقفة قبالة سواحل إيطاليا، بحسب ما أعلنت المنظمة الخيرية المشغلة للسفينة السبت.

وكتبت منظمة "بروأكتيف أوبن آرمز" على "تويتر": "سيقوم خفر السواحل في لامبيدوزا بإجلائهم"، وذلك بعد أن سمح سالفيني بنزولهم.

وقال سالفيني في رسالة بعث بها إلى رئيس الوزراء جوزيبي كونتي، إنه سيسمح للقاصرين "المفترضين" بمغادرة السفينة "أوبن آرمز"، رغم أن خطوة كتلك "لا تتفق مع توجهي".

وسيبقى البالغون وعددهم 106 وقاصران لا يرافقهما ولي أمر، على متن السفينة.

ويأتي قرار سالفيني، في وقت ذكرت المنظمة المشغلة للسفينة، أن الظروف على متنها "لا يمكن تحملها".

وفي مقطع فيديو تم نشره على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، ذكر أوسكار كامبس، مؤسس جمعية "أوبن أرمز" أن هناك "معارك مستمرة ومنازعات" بين الركاب، ما أثار توترات "لا يمكن تحملها".

وكان وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو سالفيني قد رفض مراراً منح حقوق رسو سفن إنقاذ المهاجرين، ولم يظهر أي مؤشرات على تراجعه عن قراره اليوم السبت.

وفي تغريدة له على موقع "تويتر" اتهم المنظمة غير الحكومية بخوض "حرب سياسية، من المؤكد ليست حرباً إنسانية، لإغراق إيطاليا بالمهاجرين".

وقال إن "المهاجرين الـ13 الذين تم إجلاؤهم من السفينة خلال الساعات الـ48 الماضية، أصيبوا بإعياء شديد"، متهماً منظمة "أوبن آرمز" بخداع السلطات الإيطالية بشأن القضية. 

وفي سياق متصل، أطلق مدعون عامون إيطاليون تحقيقاً بشبهة الخطف واستغلال السلطة، عقب قرار سالفيني منع سفينة الإغاثة من الرسو في المرافئ الإيطالية.

وأرسل مدع عام في صقلية السبت الشرطة القضائية إلى مقر خفر السواحل في روما في إطار التحقيق. وأخذت الشرطة سجلات الاتصالات بين وزير الداخلية وأجهزة الإنقاذ من أجل التحقق من سلسلة الأوامر لمعرفة من يمنع السفينة من الرسو، بحسب ما ذكرت صحيفة "ريبوبليكا".

وجاء القرار عقب قيام قوة خفر السواحل الجمعة بخطوة غير مسبوقة، عندما كتب لسالفيني أنه "ليس هناك عوائق من أي نوع تمنع الرسو من دون تأخير".

بدوره طلب المكتب الوطني لتنسيق عمليات البحث والإنقاذ من وزير الداخلية، أن يخصص بصورة عاجلة مرفأ آمناً.

وأجلت إيطاليا عدداً من الأشخاص الذين هم بحاجة لعلاج طبي وغالبية القاصرين على متن السفينة "أوبن آرمز"، لكن سالفيني يرفض السماح للسفينة بالرسو رغم موافقة عدد من الدول الأوروبية على استقبال المهاجرين على متنها.

في وقت سابق هذا الشهر وقع سالفيني مرسوماً يحظر دخول "أوبن آرمز" إلى المياه الإيطالية، بهدف الحفاظ على النظام العام كما قال. غير أن "بروأكتيفيا" قدمت استئنافاً لدى محكمة إدارية علّقت الأربعاء ذلك المرسوم.

ثم وقع سالفيني مرسوماً جديداً يمنع دخول السفينة، لكن في مؤشر على تراجع سلطته، منعت وزيرة الدفاع الإيطالية القرار.

وأعلنت اليزابيتا ترينتا، من "حركة خمس نجوم"، والتي تتمتع بصلاحية إلغاء مرسوم سالفيني، إنها قررت رفض ذلك.

وتبحث سفينة إنقاذ أخرى هي "أوشن فايكينغ" التي تشغلها منظمة "إس.أو.إس ميديتيرانيه" و"منظمة أطباء بلا حدود"، وعلى متنها أكثر من 350 مهاجراً، عن مرفأ يستقبلها.

 

اقرأ أيضاً... سفينة إنقاذ تدخل المياه الإيطالية وعلى متنها 147 مهاجراً